12/04/2021

المعارف الشرعية اسلامية لا طائفية ولا مذهبية.

 من الأصول الشرعية البينة هو إسلامية المعرفة الشرعية، أي ان المعرفة عابرة للطوائف وغير منتمية للمذاهب.  

قال الله سبحانه وتعالى (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ [الحج/78] أي هُوَ (الله) سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (أي قبل هذا الكتاب والعصر). وقال سبحانه وتعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء/92] والمعنى (إِنَّ هَذِهِ (ملة الإسلام) أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ. والمصدق ان المخاطبين هم الأنبياء واتباعهم قال سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (*) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ  [المؤمنون/51، 52] بل هذا كالنص في قوله تعالى (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (*) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (*) [آل عمران/84، 85]) والإسلام التسليم لله، ودلت الاية على ان الإسلام هو دين الله الابدي وهو دين جميع الأنبياء، فليس دين محمد فقط ولا دين إبراهيم ومن بعده فقط بل هو ممتد الى آدم عليه السلام. فالصحيح ان الإسلام هو دين الآدميين وليس دين الابراهيميين ولا دين المحمديين فقط.

وبخصوص أصل الجماعة وعدم الفرقة واخوة الايمان قال الله سبحانه وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران/103] وهذا نص محكم بأصل الجماعة وبإخوة الايمان المطلقة فلا مخصص، وان التفرق وتفريق الجماعة المؤمنة والتبري من مؤمن او معاداته هو خلاف امر الله تعالى بلا ريب.

وفي السنة قال رسول الله (ادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ بِمَا سَمَّاهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.)  وقال عليه الصلاة (فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله.) وقال عليه السلام (من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم وحسابه على الله.

ان القرآن واضح في كون تسمية الأمة هي (المسلمون المؤمنون) فلا تعدد، كما ان اتصال المعرفة واتساقها يمنع من ظهور الاختلاف. اذن المعرفة الشرعية لا تقبل الاختلاف، والتسمية الشرعية لا تقبل التعدد. فالحقيقة الشرعية علم ولا اختلاف ولا تعدد في العلم، وانما الاختلاف في الدين سببه الظن فيؤدي الى ظهور معارف تخالف جوهر الشريعة وتبتعد عنها.

الشريعة حق والحق لا يتعدد وشرعنة الاختلاف امر خطير، وصعوبة الاجتماع لا يعني جواز شرعنة الاختلاف. والانطلاق من نقطة موحِّدة دوما يؤدي الى نقطة موحِّدة أكبر، لكن البعض يترك تلك النقطة الحقة فلا يستطيع ان يتواصل مع من يتمسك بها. ان المعارف الشرعية متصلة ولا يمكن ان تكون غير متصلة لان العلم متصل ومعرّف. واتصال المعرفة سبب عصمتها وسبب لرفع كل اختلاف وتعدد. ويمكننا القول ان التعدد والاختلاف والطوائف والمذاهب في الجماعة الإسلامية وهم من الأوهام.