10/21/2021

يعتبر في علمية المعرفة انتهاؤها الى النبي او الوصي


قال الله تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). وقال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). وقال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ).  وقال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). فإطاعة رسول الله صلى الله عليه واله اي الانتهاء اليه ووجوبها من الضرورة الدينية.

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ منكم). وقال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) وهو مطلق يفسر بما تقدم شاملا لأولي الامر. وقال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فطاعة ولي الامر واجبة وهي الانتهاء الى قوله وهذا قطعي.

ولولي الامر صفات توجبها حكمة التشريع و احاطته لقطع التردد والتعلل والاختلاف منها ان يكون مؤمنا عدلا لقوله تعالى (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )، وان يكون عالما بالله ورسوله قال تعالى  (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، وهو العالم بالكتاب قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )، وان يكون هاديا قال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى ) والهادي يتصف بما تقدم من الايمان و التقوى و العلم. وان يكون ولي الامر الاقرب للنبي صلى الله عليه و اله قال تعالى (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) ، وقال تعالى  (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) والآية الاخير تثبت مبدأ الاصطفاء اي التعيين من الله وهو المصدق بالإحاطة و العلم و النصوص القرانية في الاختيار و الامر قال تعالى (  لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ )  وقال تعالى  (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) و  قال تعالى  (رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ. مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ.) وايضا يصدقه كونه هو الجاعل الائمة والخلفاء في القران قال تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً) وقال تعالى (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وقال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وهو مشبه لقوله تعالى في الرسل (وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

ان تلك الصفات التي ذكرناها والمصدق بالفطرة قد جمعتها السنة القطعية لأهل البيت صلوات الله عليهم الذين قرن ذكرهم صلى الله عليه وآله بذكره، وخصتهم بها النصوص الموجبة للعلم باثني عشر خليفة، الثابت حقا والمصدق مطلقا انهم بجعل من الله واختيار منه، وعلى ذلك دلالة العقل حيث انه لا بد لهذا العلم الاجمالي بالولي المفترض الطاعة من ان يحل الى علم تفصيلي والا عطل. ولدينا معرفة عليها من الشواهد ما يوجب الاطمئنان وأكثر فوجب اعتمادها واعتقادها، واما القول ان الامر يدور بين التعيين واللا تعيين والاصل عدمه فهو نفي لذلك العلم المتحقق وقول بلا شاهد ولا مصدق بل خلاف القران الفارض طاعة ولي الامر والدال على سنن الجعل والاختيار الالهي في الامام والخليفة وان الامر في ذلك لله وليس لغيره.

فيعتبر في المعرفة الحقة ان تنتهي الى نبي او وصي قال الله تعالى على لسان نبيه (اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). وقال تعالى (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ). وقال تعالى (وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ. أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ). وقال تعالى (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا). فصح التعبد بالنقل المنتهي الى مصدر العلم. ومن خلال ما سيأتي سيتبين ان المقصود علم نبي او وصي.

كما ان الرد الى الله والرسول وولي الامر لوصي لأنهم مصدر العلم قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) وقال تعالى: (مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) وقال تعالى :( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) وهو يدل على ان ولي الامر مصدر علم. وقال تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).  

وكذا الامر بطاعة الله ورسوله وولي الامر فأيضا لأنهم مصدر علم. قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). وقال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ). قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ منكم).

ويدل عليه أيضا ما دل على عدم اتباع الظن لأنه لا يؤدي الى العلم. قال تعالى (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) وقال تعالى (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) وقال تعالى (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) بل صرح القران بعدم جواز القول بغير علم. قال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ).

وأيضا توجه الامر بالسؤال الى اهل الذكر وليس غيرهم، يعني اهل العلم. قال الله تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ).

كما ان القران أشار الى حكمة اتباع من يهدي وليس اتباع من لا يهدي فقال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى) والذي يهدي هو العالم صاحب العلم.

بل ان الاصطفاء أيضا لاجل ان يكون اتصال علمي فقد قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) والاصطفاء ليكون مصدرا للعلم وتبليغ العلم. وهكذا جعل الخليفة والامام. قال تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً) وقال تعالى (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وقال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) بل ان ارسال الرسل لاجل ان تكون طريقا للعلم. قال تعالى (وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). تعليق: هذا كله لاجل فتح باب العلم بطريقة طبيعية عادية واقعية فكانت الخلافة والرسالة والنبوات والامامة. فإرسال الرسل وجعل الائمة هي من أعظم نعم الله على البشر لأنه فتح بهم باب العلم الى علمه تعالى.

كما ان الله تعالى أكد على البرهان والحجة والاطلاع، وهذه كلها دلائل على قصد العلم. قال تعالى (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) وقال تعالى (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) وقال تعالى (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) وقال تعالى (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ).

فلا بد للمعارف لتكون صدقا وحقا ان تنتهي بعلم الى النبي او الوصي، والا كانت ظنا. ولذلك فما يجتهد فيه المجتهدون هو في الحقيقة ليس منتهيا إليهم وانما هو منته الى النبي والوصي وانما هو واسطة ووسيلة لبيان علم النبي وعلم الوصي فصح الاعتماد على اجتهاداتهم والتي يجب ان تكون مصدقة بالقران والسنة ولها شاهد منهما.